اللغةُ أداةٌ لمعرفةِ الأشياءِ وتشفيرِ وترميزِ المعلوماتِ عنها وتدوينها وإذاعتها للتعبيرِ والتواصلِ. للأشياءِ أسماءٌ تُعرفُ بها وعلاقاتٌ تربُطُها يُعبّر عنها بأفعالٍ وحروفٍ وظروفٍ، وأمّا دأبُ الإنسانِ في البحثِ العلمي والإبداعِ والإكتشافِ فليسَ إلا محاولةً لمعرفةِ تلكَ الأسماءِ أو تبيانِ علاقاتها ببعضِها. اللغةُ تنمو وتتمددّ كُلما إتّسَعَتْ المعرفة/الحياة وتَشَعّبَتْ طرائقها. وتقاسُ حيوية اللغة بقدرتها على الإستجابةِ لبيئة الناطقين بها وتفاعلها وتلبيتها لشروط حياتهم وإستيعابِ ملاحظاتهم عن أنفسهم وكَوْنِهِم، وهذِهِ القدرةُ بدورها تعتمدُ على ما تبذلُه الجماعة اللغوية مِنْ جهدٍ لتأهيل اللغةِ وإستنهاضها. هذان عاملان يُغَذّي أحَدُهُما الآخَرَ، ويُحدّدان حَجْمَ الذخيرةِ اللفظيةِ ومُرونتها وقابلتيها على التمددِ والإتساعِ. الآن، حينَ يجدُ المرءُ نفسهُ في بَرْزَخٍ بين لغتين: لغةُ أمٌّ درجَ عليها ولغة جديدة إقتبسها فيما بَعْد، أو حينَ يخرجُ مِنْ لغةٍ إلى لغةٍ يتضاعفُ الجهدُ المبذولِ في عملية معرفةِ الأسماء. وحين تكونُ اللغةُ الأم لغةً مزدوجةً: مَحْكِيّة/عامية ورَسْمية/مكتوبة يزدادُ الجهدُ إطّراداً. كي نُخْبِرَ عن أسماءِ الأشياءِ نَخْرجُ مِنْ هذِهِ اللغة إلى هذِهِ إلى تلك ومِنْ تلكَ إلى هذِهِ إلى هذِهِ. هذا إسمٌ نتَرْجُمُه وآخرُ نُعرّبه أو نُنَقْحِرُهُ وآخر نحارُ فيه/به. بالإضافة إلى هذا، بلْ أهم من هذا أننا حين نَدبُّ من حَيّزٍ لغوي إلى آخر تواجهنا المَشَقَّة وتأخذنا الأسئلة كُلّ مَأْخَذ. مثلاً، أثناء الخروجِ مِنْ لغةٍ إلى لغةٍ هلْ تبقى نفسُ العلاقةِ بين الإسم وما يشيرُ إليه قاموسياً أو إصْطِلاحِياً؟ هلْ يؤدي الإزدواجُ اللغوي إلى إلتباسِ التّصُوّرِ الذي يولّده لفظُ الدالِّ لإستحضارِ المدلول؟ هل هنالكَ مِنْ إختلافٍ بين دلالةِ المكتوبِ والمَحْكي؟ فيما يَلِي سَأَضْربُ مثلاً، من شيءٍ لا يُؤْبَهُ له، وأحاول أن أسلط ضوءً على بَعضِ هذِهِ الأسئلة.
كانَ هنالك نوعٌ مِنْ القَبَئِيّات مِنْ الأدغالِ مِنْ الفَصيلةِ النَّجِيليةِ ينمو طويلاً مُعمّراً يُسمى في المدن التي جئنا منها شِيْصْمَلَّه وَيُسمّيهِ أهل بغداد أو مَنْ يَتَبَغْدَدُ شيخ إسْمَلّه (أو شِيْخْ إصْمَلّه)(1). أوراقه نَصْلِية شَرِيطيّة ويرتفعُ في الهواءِ ذراعاً أو ذراعين وهُو ينمو في الحدائق والبساتين على شَكْلِ نباتٍ طُفَيْلي وتَصعُبُ مكافحته لأنّ له جَذامِيرَ(2) تَحْتأرْضِية تَتَشبثُ بالأرض بقوّة، وحتى لو حُرثتْ أو عُزِقَتْ الأرض مِراراً أو تَمَّ حَرْقَ ما عليها فإنّ الجَذامِيرَ سرعان ما تفلقُ الأرضَ وتنمو مِنْها نباتاتٌ تلتفُّ وتتشابكُ وتَملاً الفراغَ. إذا نَشَبَ في طَرَفٍ مِنْ البُستان لا يلبثُ حتى يمتدُّ إلى سائرِهِ مثل سَرَطانٍ في جسد. تَأكلُهُ الماشيةُ والحَمِيرُ إذا جاعَتْ ولا تستكثرُ، ربَما لخشونته. ليسَ هذا فَحَسبْ، يثبطُ هذا النباتُ نمو النباتاتِ الأخرى حتى الكبيرة مِنْها لمِنْافستهِ لها على الغَذاءِ والشّمْسِ. وفي الرّبيعِ تَخْرُجُ مِنْه أزاهيرُ أو سُنَيْبُلات وكنّا صغاراً نقطفُ تلك السُّنَيبٍلات قبلَ أن تخرجَ مِنْ وعاءِها ونأكلُها وَهيَ غَضّة بَعْدَ أن ننزعَ عنها لفائفها. ويقالُ أنها كانت تباعُ باقات في الأسواق في الأعياد قبلَ إنتشارِ الحَلْوى المُعلّبة والأراجيحِ واللُّعَبِ المَطّاطِيّة مِنْ الصين. وإذا فاتَ أوانُ قطافها وتَفتَّحَتْ وإبْيَضّتْ السُّنَيبٍلاتُ قالَ الناسُ شابَ أو شَيّبَ الشِّيْصْمَلَّه وهو لا يُسْتساغُ لأن السُنَيْبلَة المُتَفَتّحَة خَشناء. إذا نَفضَتَ وتَفَتّحَتْ تلك السُنَيْبُلات ونَضَجَتْ فإنها تبدو بيضاء فُضّيّة لَيّنَة زَغبِية تتراءى عن بُعْدٍ مثل أذناب بناتِ آوى. وقد أُخْبُرْتُ إنما يُعرَفُ هذا النبات بذيلِ إبن آوى في بعضِ مِنْاطق الأهوار، ربّما لصورة سُنَيْبُلاته العجيبة التي تنعكسُ على سَطْح الماء. إذا يَبَسَتْ السُنَيْبُلات تطايرتْ مِنْها بذورٌ لها مِظَلّة مِنْ الشُّعَيْرات وتشبهُ بذورُ الهِنْدباء وذهبت بها الريح في كل مكان.
الآن لكل نباتِ إسمٌ بالدارِجِةِ وإسمٌ باللغةِ الرّسْميةِ وقد يتطابقان ولَهُ كذلكَ إسم عِلْمِيّ يتكون مِنْ كلمتين: إسم الجنسِ وإسم النوعِ. فما هُوَ إسم الشِيْصْمَلَّه باللغة الرّسْمية المكتوبة؟ إذا بَحَثْتَ وَجَدْتَ أنه يُسَمّى حَلْفاء أو حَلْفا، مَمْدوداً ومَقْصُوراً ولكن كلمة الحَلْفاء كَما هو شائعٌ عندنا في البلاد التي جئنا منها تُشِيرُ إلى نباتٍ آخر مُختلف مِنْ الأدغال ينمو أحياناً في نفسِ المواطنِ التي ينمو فيها الشِّيْصْمَلّه ولكنّه لا يَعْلو في الهَواءِ مِثله ولَيسَ له بُذُورٌ لها مِظَلّة مِنْ الشُعَيْراتِ تُمكّنها مِنْ التَحْليقِ في الهَواءِ وهُو ليسَ خَطَراً شَديداً مؤذياً للنباتاتِ الأخرى مثل الشِّيْصْمَلَّه. بعبارة أخرى، أن ما تُشِيرُ إليه الكلمةُ المكتوبة/الرسمية هو غير ما تُشِيرُ إليه نفس الكلمةُ المَحْكية في الدارِجَة الشائعة. إذا عَطَفْنا على الإسمِ العلمي للشِّيْصْمَلَّه علّه يُسلَطُ بعضَ الضوءِ على الإسم وجدناه هكذا:Imperata cylindrica، وحكايته أو نَقْحَرَتُهُ بالعربية أمبيراتا سِلِنْدْرِكا وتَرْجَمَتُه الحَرْفية: الأسطواني المَلَكَِي. وهو أسمٌ يَصِفُ النباتَ بدقة: إذ إنّ سُنَيْبُلاتَه أُسْطُوانِية الشكلِ تَمْلأ العُيون بَهاءً وفَخامَةً، وخاصّةً إذا كانَ ينمو في أيْكة عَرِيضَة وسَطَعَتْ عليه الشَمْسُ المائلة في الغروب. وقد تُشِيرُ صِفَة المُلُوكِيّة إلى إستبدادِ هذا النبات في الأرض وطغيانه على النباتاتِ الأخرى إذا نما بقربها، وأما الإسم الشائع في الإنكليزية فهوcogon:. على أيّ حال، الآن إذا أشارَ أحدُهُم إلى الأسْطُواني المَلَكِي أو كتبَ إسمه بالإنكليزية أو نَقْحَرَهُ فإننا نعرفُ أنها إشارة إلى نبات الشِّيْصْمَلَّه ولكن إذا تحدثَ عن الحَلْفاء/الحلفا/الحَلَف فإنها تعني عندنا إشارة إلى نباتٍ آخر. وربما حدثَ شيء معاكس مع شخص آخر مِنْ مدينة أخرى أو مِنْ بلاد عربية أخرى أو مَنْ نظرَ في قواميس أخرى. ليس هذا فحسبْ، هنالك نباتٌ آخر مِنْ جنس: Stipaويُدعى بالإنكليزية: esparto، والكلمةُ المكافئة في القاموس هي أيضاً الحَلْفاء ولكن هذا النباتُ هو غير الشِّيْصْمَلّة وهو غير "الحَلْفاء" التي نعرفُها في حياتنا اليوميةِ في البلادِ التي جئنا مِنْها و يختلفُ عنها هيئةً وجنساً ونوعاً و هو أقوى عوداً ويُستخدَمُ في صناعةِ السِّلال والحِبالِ والحُصُر، وله أنواعٌ مختلفة مثل الحَلْفاء الشَعْراء والحَلْفاء الأسَلِيّة والحَلْفاء الرّيشيّة والحَلْفاء اللازِبَة والحَلْفاء الفُضّية وهو أيضاً مِنْ الحشائِشِ القَبَئِيّة.
ما تخبرنا به هذِهِ الأسماءُ هو أن الحَلْفاء تُستَخْدَمُ في الدارجة للإشارة إلى نباتٍ مُعينٍ وتُستخدَمُ في اللغة الرسمية للإشارةِ على الأقلّ إلى نباتين مُختلفين تَماماً وهُما غير نَباتِ الحَلْفاءِ الذي يُشيرُ إليه الناسِ بالعامّيّة في المُدن التي جئنا مِنْها. لهذا يمكن الإستنتاج أنه على خلاف ما يُظنّ ويُعتقدُ فأن الحَلْفاء إسمٌ عامٌّ يُطلق على نباتاتٍ مختلفةٍ مِنْ الفصيلةِ النّجِيليّة. مَثَلُه مثل البَقْل والعُشْب والحشيش، فكل واحدة مِنْ هذِهِ الكلمات لا تُشِيرُ إلى نوعٍ أو جنسٍ مُعين مِنْ النباتات بل هي إصطلاح عام يُشيرُ إلى مجموعةِ مِنْ النباتات التي لَها صفات أو هَيْئات مُعيّنة. قد لا يأبَهُ بهذا الإشكال مَنْ يستخدم الإسم العلمي للإشارةِ إلى النباتاتِ ولكن هذا لا يحدثُ عادة في الحياةِ اليوميةِ حيثُ يُسْتَخْدَمُ الإسمُ الشائعِ على الألْسُنِ وليسَ مِنْ المُعتادِ إستخدامُ الإسمِ العلمي الثنائي. كيفَ يمكنُ معالجةِ هذِهِ المسألةِ المُشْكِلَةِ؟ ومثلها كثيرٌ في اللغةِ والحياة اليومية وإنما جئنا بها مثلاً. مِنْ البداهةِ إنّ أسهل حيلة للتخلصِ مِنْ هذا الإلتباس وبلوغِ الوضوحِ هو إدخالُ الإسم المَحلّي الدارجِ إلى اللغةِ المكتوبةِ ولكن العربية لا تَتَقبلُ الكلماتِ مِنْ الدارجةِ وخاصةً إذا كانتْ لا تناسبُ أوزانَ العربية أو أصواتها. طبعاً، يمكنُ للباحث أو الدارس أن يستخدمَ الإسم الدّارجَ في بَحْثهِ أو دراستِهِ ولكنها تظلّ محاولةً مفردةً معزولةً لا تنتشرُ ولا يُسمَحُ للكلمة بالإنسيابِ إلى القاموسِ. لهذا سَيَظلُّ الإلتباسُ في الدلالةِ قائماً. هكذا يمكننا الإستنتاج أنه في هذه الحالة، وفي حالات أخرى ليست قليلة، يَعْجزُ المَرْءُ عن إستخدام العربية الفصحى/الرسمية/المكتوبة لإبلاغ/قول/ إيصال ما يُريدُ. هذا عِيٌّ لُغَوِيٌّ لا يُمْكُنُنا تَحاشِيهِ. إنكارُهُ لَنْ يَنْفِيهُ. وهذا مَرْبَطُ الفَرَسُ مِن الحديثِ.
ورغم ما تقدم، فإننا نخبركم أننا أثناء تَمَلْمُلنا وتقلّبُنا بين القواميس بَحْثاً عَنْ المعنى، بعد أن أنهكنا تَنَقّلِنا بين البساتين نَتَحدثُ مع الزُّرّاع نسألهم عن النبات، رأينا إشارةٌ باهرة، ويا للسعادة، في لسانِ العَرَبِ نزعم أنها تنفعنا في المثال الذي إتخذناه. جاء في الكتاب: يقالُ شَفْصَل وشَوْصَلَ إِذا أَكل الشَّاصُلَّى، والشاصِلَّى بفتحِ أو ضَمِّ الصّاد وفتحِ اللاّمِ المُشَدّدَةِ نَبَاتٌ إذا شَدَّدْتَ قَصَرْتَ، وإذا خفَّفْتَ مَدَدْتَ. وجاء في أمالي القالي أن الشاصلّى مثل الباقِلّى على وزن فاعلّى وهو مُشدّدٌ مقصورٌ ولكن إذا مُدّ خُفّفَ، أي شاصِلّى وشاصُلاء. ومثل الباقِلاء واحدته شاصُلاءة أو شاصُلاة أو واحدته مثل جمعه شاصُلاء، على رأي من يرى أن الباقلاء يَسْتوي فيها الواحد والجمع. إنّ تشابه حكاية صوت الشِيْصْمَلَّه مع الشاصُلّى يُغْريكَ بإلإستنتاج أنّ الشاصُلّى هو الشِيْصْمَلَّه. إذا أخذنا بهذا فيمكننا أن نَعُدّ أنّ ما طَرَأَ على الكلمةِ مِنْ تغييرٍ ليس إلا تحريفاً حَيْث أمُيلَتْ الألفُ ياءاً ولكنّها لا تلفظُ ياءاً بل صوتاً بين الياءِ الساكنةِ والهَمْزِةِ والألفِ ولا أعَرِفُ رَسْمَ حكايته بالعربية، وكذلك أدخلتْ الميم زائدة. ربّما ساعدَ على تحريفِ الكلمةِ عدمُ تدوينها أو تداولها في الكتابةِ وبقاءها طافيةً على الألسنِ لقرونٍ طويلة. وقد وردَ أيضاً في لسانِ العربِ أن الفَشْغةُ هي ما تَطايَرَ مِنْ جَوْفِ الصَّوْصَلاةِ، وهو نبتٌ يقالُ له صاصُلى، وقيل: هو حَشيشٌ يأْكلُ جَوْفَه صِبْيانُ العِراقِ. وفي موضع آخر جاء في اللسان: الصَّأْصَلُ والصَّوْصَلاءُ، زعم بعض الرُّواة أَنهما شيء واحد: وهو مِنْ العُشْب، وربما هي الصَّوْصَلاةِ. مرة أخرى إن تشابه حكاية صوت الصاصُلى والشاصلّى ولكونهِ مما كانَ صبيانُ العراقِ يستخرجونَ مِنْ جوفهِ شيئاً يأكلونه، ولأن لهُ فَشْغَة، وربّما هِيَ بَذْرَته التي لها شُعَيْرات على هيئةِ مظلّة، تتطايرُ في الريحِ تُغريكَ بالإستنتاج أن هذا هو هذا وهذا هو هذا. أي أن الشِّيْصْملّة هو الصاصُلّى و هذا هو الشاصلّى. هذِهِ فرضيةٌ لا دليلَ حقيقي يؤكّدُها ولكن يجبُ أن نتذكرَ أن غيابَ الدليلِ ليسَ دليلاً على إنعدامِ الدليلِ. إذا صَدَقتْ هذه المُلاحَظَة، فإنّ حياةً زاهرةً قد بُعِثتْ في كَلِمَةٍ ظَلّتْ في غيبوبةٍ مُطْبِقَةٍ عشرات القرون. إذا كان ذلك ليس كذلك، فمن يأخذُ بأيدينا مِنْ بَرزخنا؟ وأخيراً، كَمْ عَزَقْنا الأرضَ ولمّا أتْعَبَتْنا الجَذامِيرُ وكَلّتْ مَساحِينا(3) شَوْصَلْنا تَحْتَ النُّخَيْلات!
الهوامش
1.يشيع اللحن عند أهل بغداد بصورة فظيعة جداً وذلك لإحتكاك أعراق ولغات مختلفة في المدينة، ولديهم كلمات عجيبة. مثلاً هُمْ يُسَمّون المِغرفة الكبيرة جفجيراً ويُسَمّون القِدْرَ جِدْراً ويُسمّون كل طائر يطفو على الماء بَطّة!
2. الجذامير: جمع جذمور وهو ساق يُشْبِهُ الجذر يمتد بصورة أفقية تحت الأرض تستخدمه بعض النباتات للإنتشار والإمتداد. كان إبراهيم يظن أن الأفاعي تتوالد من الجذامير ولذلك كان يتحاشى نباتات الشاصُلّى بل يَرْتَعِدُ من ذِكرها.
3. مساحي: جمع مِسْحاة وهي إسم آلة لإحتفار وعَزْق وسَحْو الأرض وهي شائعة في البلاد التي جئنا منها. ويقالُ سَحا يَسْحُو سَحواً و سَحَوْتُ التراب أو الطين سحواً إذا جَرَفْته. والمِسْحاة عبارة عن عمود أسطواني أملس مستقيم بطول قامة الإنسان يُقْطَع من جذوع الأشجار تُثَبّبُ في نهايتهِ شفرة فَطْحاء من حديد كأنها فَمُ مِغْرَفَة. في مكان إتصال الشفرة بالعمود تُرَكّبُ خَشَبَة بصورة مُسْتَعْرَضَة مع العمود. تُرْكَلُ هذه الخشبة المُسْتَعْرَضَة أو تُضْرَبُ بالرِّجْل حتى تدخل الشفرة في الأرض أثناء إحتفارها. وتُعَدّ المسحاة من أقدم الأدوات التي إستخدمها الإنسان ومازالتْ قيد الإستعمال.